اليوم
29 أغسطس رجعنا لزيارة بيتنا فكما هو معروف لدي الجيع أن أكثر العائلات
إجتمعوا مع بعضهم البعض خوفاً مما قد يرتكبه كتائب القدافي.فدهبنا أنا
وأمي ليلة 20 أغسطس لشقتنا المجاورة لشقة أخي..لا أعرف كيف خرجنا ولكن كل
ما أدكره هو البيت المقابل لعمارة اخي كان هنالك شخص من رجال معمر .كان
يملي سيارات "التندره" بالسلاح والشباب ..نحو شوارع طرابلس ليقتلوا شبابنا
الثائر..إرتجف جسمي بأكمله لرؤيتهم..تمنيت لحظتها ان أكون رجل تائر شجاع لا
يخاف الرصاص ..ولكن أخي كان شديد الخوف عليا وعلي أمي .
نعم
من يوم 20 لم نخرج أبداً من شقتنا إلا اليوم الدي دخل فيه ثوارنا الشجعان
لباب العزيزية وخاصة لبيت معمر . خرجنا كلنا للشارع الرئيسي وكبرنا وهتفنا
للثوار..شعور جميل..نعم جميل جداً..لقد إغتنمت الفرصة و إلتقطت العديد من
الصور التابثة والفيديوات ...
واليوم
29 أغسطس..قمنا بزيارة بيتنا ورأيت فرحت الناس بالتحرير..والشباب يقومون
بتوزيع المياه الحلوه في الشوارع مجاناً وليس كما كان أتباع القدافي يفعلون
..حتي الماء كان يباع للناس في الشوارع لم يقدم أتباع القدافي الماء
مجاناً ولا شيء أخر مجاناً.ورأيت شباب فشلوم يوزعون الفاكهة:التفاح والموز
عالناس مجاناً..ورأيت الشباب يرسمون خريطه ليبيا بألوان علم الإستقلال.
وكان الشباب بشوشين ..يقدمون الماء لكل من طلب منهم دلك.. :)
ورأيت النساء والأطفال في السيارات يغنون و يحملون أعلام الإستقلال.. والجميل أن كل جوامعنا ترفع أصوات التكبير في طرابلس..
.وكان الشباب يقفون في الشوارع بأزيائهم الجميلة و ألوان علم الإستقلال تزين ألبستهم.
الناس تتمشي في الشوارع وبين المحلات لتشتري لباس العيد..ومحلات كثيرة فتحت أبوابها للناس و أخري لاتزال مغلقه.
تحية
لكل ثوار بن عاشور وفشلوم.. ولن أنسي ماحدث في فشلوم بعد خطاب سيف
الاسلام..ولن أنسي تلك الحفلة التي يقيمها اللجان الثورية واتباع القدافي
في ساحة الشهداء وهما يصرخون في المكروفونات ويقولون بأنه في هده الساعة
سيتم قتل كل الخونه الأن الأن...في دات الوقت الدي يتم فيه ضرب مضاد
الطاشرات في فشلوم ولا زلت اسمع صوت شباب بن عاشور وفشلوم وهم يصرخون بأعلي
صوتهم: (الشعب يريد إسقاط العبيط:) علي سيف ابن القدافي... لن أنسي أصوات
الرصاص المخيفة لن أنسي تلك الليلة التي كدت أخرج فيها للشارع صارخة كفاكم
ظلماً و قتلاً ودماءَ... أتمني أن تنتهي هده الأزمه بالقبض عليه وعلي
أولاده جميعاً..
ولست
ممن يؤيدون الإحتفالات بعد تحرير طرابلس..فأنا أريد أن نحتفل بتحرير ليبيا
كلها ...ليبيا كالجسد الواحد ..فيجب علي الجميع الشعور بمأساة الأخرين في
سبها و سرت والجميل و الجفرة و بني وليد...وفي باقي المدن الليبيه ولا داعي
للتسابق علي المناصب ولا التسابق للتفاخر بما قدمت الأيادي و الأجساد لهده
الثورة الشريفة. فلقد سبقنا الشهداء بتقديم أرواحهم الزكيه ولم يخرج لنا
أهاليهم ينادوننا بمنصب ولا بتكريم وخروجهم للعالم كان تفاخراً بتضحيه
أبنائهم بتحرير البلاد..
لا
أعرف لما يتسابق الجميع للمناصب ألم يكفيهم ماتحصلوا عليه في زمن
القدافي.او تناسي الكثير منهم أن لهم سجلات في عملهم بمكاتب الأمن واللجان
الثوريه.
أتمني
أن تنتهي هده الظروف علي خير..فرؤيتي للأمور لا تبدوا بحالة جيدة.فالكل في
المجلس الإنتقالي يتسابق والكل يتصرف بدون مشاورة الأخرين..والكل يروي
لنا قصة بشكل مختلف ،حتي رؤية هلال شهر شوال لم يتفقوا عليها و أطل علينا
الشيخ الصداق الغرياني ليخبرنا بأن يوم الغد هو المتمم لشهر رمضان وبقية
الدول العربية الشقيقة تحتفل غداً بأول أيام العيد والأن تحصل لقناة ليبيا
إف إم رسائل تتبث رؤية هلال شهر شوال في غريان و أوجله فكيف للشيخ الغرياني
أن ينفي رؤية الهلال بدون الرجوع للمشائخ في كل المدن الليبيه ، هم علي
رؤية هلال العيد لم يتفقوا فكيف سيتفقون علي أمور تخص الشعب الليبي ، وامور
كثيرة لم يستطع اعضاء المجلس ان يتفقوا عليها ، هده أمور غريبه الحدوث.
رحماك الله بنا ..
Habush
Habush